مرحبا بكم في مجموعة كوفينا البريدية

السبت، 20 أغسطس 2011

قواعد قرانية -المهنية


المهنية






 
قال تعالى : (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ) (القصص:26).

 
وهذه قاعدة في احتراف الدعاة المهن، ليعدوا أنفسهم ، ويحفظوا شرفهم، ويعيشوا من كسب أيديهم، ويبلغوا دين الله بكل ارتياح.
يعتقد بعض الدعاة أن شرف الدعوة ونبلها يعيق عن العمل، أو لا يتناغم مع شدائد المهن كرعي الغنم الذي فعله موسى وسائر أنبياء الله وآخرهم نبينا صلى الله عليهم وسلم أجمعين، كلا ! بل الداعية، داعية وعامل في كل وقت وحين، لأن الترفع عما في أيدي الناس يعلي قدر الداعية، ويصون مروءته وكلمته.
وقد تأتي ظروف معينة، تفرض على الداعية الكسب وطلب القوت، حتى لا يبيع ذمته، فيخسر دينه أو يداهن في دين الله تعالى (فَمَا آتَانِي اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ) (النمل:36) وحينها يضطر للعمل، ليصرف على نفسه ويعول عائلته، ويحفظ كرامته، ولا ضير في ذلك ولا غضاضة. وقد كان نبي الله زكريا عليه السلام تجاراً، وكان داود عليه السلام حداداً، وقد صح الخبر (ماأكل أحد طعاماً قط وخيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده). أخرجه البخاري وبوب له (باب كسب الرجل وعمله بيده).
ومع حرصنا ودعوتنا إلى إيجاد مؤسسات تقوم على الدعاة، وتفرغهم للجوانب الإصلاحية، إلا أننا نؤكد أنه قد تحصل في بعض البيئات، ولبعض الأشخاص ظروف تحملهم على العمل والكسب الحلال، عبر مهن يُتصور أنه قد تحط من مكانتهم ! فهذا موسى عليه السلام كليم الله ، عمل عند والد المرأتين في مدين لما رأتا من خلقه وأمانته ما يدفعهم إلى الإشارة به على والدهم،ا فبان فيه عليه السلام خصلتا العامل الجاد المنتج : (القوة والأمانة).
وإذا كنا في القاعدة السابقة قد قررنا قاعدة (مصداقية الأقوال) وأن من صورها البرهنة العملية، فها هو موسى عليه السلام يجسد ذلك، ويكسب بها محبة الناس وثناءهم من خلال مهنة يتقاصر جل الناس عنها هذه الأيام، وهي رعي الغنم لمدة عشر سنين. والله تعالى أعلم.
ووعي هذه القاعدة يثمر لنا مايلي :
(1) تواضع الدعاة، واستعفافهم عما في أيدى الناس، وقد قال سفيان الثوري رحمه الله( اتجروا حتى لا يتمندل بنا هؤلاء) ونحوها لابن المبارك، وعد ابن القيم في اعلام الموقعين من أدب المفتي الكفاية والاستغناء عما في أيدي الناس.
(2) تغلغلهم في الحياة الاجتماعية مما يوسع مساحة التأثير.
(3) التفكير الضروري في حماية الدعاة، وجعلهم في (إطار مؤسسي) يهتم بهم.
(4) أن الدعاة ليسوا برجوازيين، مترفعين على الناس بل هم بشر يخالطون ويتكسبون.
قال تعالى : (وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ) (الفرقان:20)

--
  

             

                                           


__________________________________________
هل ترغب في  نشر إيميل عبر كوفينا  ماعليك سوى ارسال مشاركتك على العنوان التالي وسيتم مراجعتها ونشرها 
للاشتراك في مجموعة كوفينا إرسل إيميل فارغ الى العنوان التالي 
ارشيف الايميلات على مدونة كوفينا 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق