مرحبا بكم في مجموعة كوفينا البريدية

الاثنين، 22 أغسطس 2011

قواعد قرأنية- العزيمة


(وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا)



العزيمة تدفع صاحبها من القاع إلى القمة.

والهزيمة تهوي بصاحبها من القمة إلى واد سحيق.

العزيمة لا يعرف صاحبها شيئا من المستحيلات سوى المحرمات.

والهزيمة يبادر صاحبها إلى تقديم كل التنازلات، بل أكثر مما يُطلب أو يُتوقع منه بمسافات.

العزيمة قوة إرادة تتحدى كل العقبات، وتبتسم للمُلِمات، وتتجاوز الأزمات بعزم وثبات.

والهزيمة ضعف يجتاح النفس فيطمسها إلى أسوأ الدركات.

 

العزيمة جعلت سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم يتحدى صناديد قريش بقوله: "والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى أهلك دونه أو ينصره الله عز وجل"، فنصره الله ودخل مكة فاتحًا بجيش فيه عشرة آلاف مقاتل.

والهزيمة جعلت جحافل المنافقين يتطوعون ويتوسلون إلى اليهود:  (لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) (الحشر:11).

 

العزيمة جعلت سيدنا موسى عليه السلام يصمم على الوصول لهدفه ولو مشى مئات السنين على قدمه، كما قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا) (الكهف:60)، وصابر حتى وصل للخِضر رغم العناء، كما قال تعالى: (لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبًا) (الكهف:62).

والهزيمة جعلت من ضعاف النفوس من بني إسرائيل يرتدُّون على أعقابهم ويقولون: (لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ) (البقرة:249).

 

العزيمة جعلت المحاربين في جيش طالوت وهم قلة يحتملون العطش ولا يشربون إلا غَرفة يد واحدة، بينما انهار - أمام شهوات النفس- معظم الجيش وخالف أوامر القائد: (فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ) (البقرة:249).

 

الهزيمة جعلت قائدا عربيا يقدم نعلين فاخرين للغازي المحتل هولاكو مرسوما عليهما وجه الزعيم العربي كي يشرفه هولاكو بأن يطأ بقدميه وجهه في الغدو والرواح، ويتركه يرتع في سلطانه، لكنه استكبر أن يشرفه بلبس الحذاء وأن يطأ بقدميه وجهه ثم قتله واحتل أرضه.

أما العزيمة فقد جعلت العز بن عبد السلام يستحث القائد الصغير الشجاع سيف الدين قطز بقوله: "اخرج لملاقاة المغول بقيادة هولاكو وأنا أضمن لك على الله النصر"، فهزموهم بإذن الله وقُتل هولاكو سنة 658هـ بعد عامين من احتلال العراق والشام  وانتهى الغزو المغولي على يد هذه العزائم الفتية القوية.

 

الهزيمة تبدأ من النفس وتتسرب إلى الميدان كما قال مالك بن نبي - رحمه الله-: "إن الشعوب لا تستعبد إلا بعد أن تكون عندها قابلية الاستعباد".

والعزيمة تحرك في النفس كل كوامن العزة والقوة والصمود والتحدي حتى تحقيق النصر.

 

لازلت فخورا بكل رجال المقاومة في فلسطين والعراق وأفغانستان وكشمير أصحاب العزيمة الصلبة الذين يُحيِّرون البغاة المحتلين، ويقضون مضاجعهم، بينما يذهب أصحاب الهزيمة يعتكفون في العشر الأواخر من رمضان في البيت الأبيض لتقديم تنازلات رخيصة لقوم لم يعرفوا في التاريخ والواقع إلا أنهم أوغاد الأرض ينقضون عهدهم في كل مرة، لكن أصحاب الهزيمة يفتنون في عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون!!

-- 
  

             

                                           


__________________________________________
هل ترغب في  نشر إيميل عبر كوفينا  ماعليك سوى ارسال مشاركتك على العنوان التالي وسيتم مراجعتها ونشرها 
للاشتراك في مجموعة كوفينا إرسل إيميل فارغ الى العنوان التالي 
ارشيف الايميلات على مدونة كوفينا 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق