مرحبا بكم في مجموعة كوفينا البريدية

الأربعاء، 10 أغسطس 2011

قواعد قرانية-القاعدة العاشرة




  (خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ)

(10) جدية الأخذ :


قال تعالى : (خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ) (البقرة: 171) في موضعين من القرآن وقال تعالى : (يَا يَحْيَى خُذْ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ) (مريم: 12).

والأخذ بقوة: يعني الجد والحزم والمسئولية، وترك الكسل والتراخي.

وهذه قضية مفروغ منها عند حذاق الدعاة، إذ إن الداعية صاحب مشروع وقضية، وتطمح في هداية الناس واحتواء المنحرفين، ومثل ذلك يتطلب جهداً كبيراً ، وعملاً جاداً، ونفسية باذلة، تعتصم بأمر الله، وتسير على نور من ربها وهداية. وجدية الداعية تكمن فيما يلي :

(1) كونه قدوة للناس، مثالأً يُحتذى به في حُسْن الاتباع، والاستمساك بالشرائع، وأن لا يناقض قوله عمله (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ) (البقرة:44).

(2) استغراقه الوقت بالدعوة والذكر والعمل، وأن لا تكون بطالته مؤثرة على عمله وجهاده.

(3) صيانته للأوقات، وتوقيره للزمان.

(4) مسارعته في الاتباع والتطبيق، وجودة العمل والحفاظ على المهام والمواعيد.

كل هذه الأمور وأشباهها تجعل للداعية منزلاً رقيعاً في قلوب الناس.

مما يعني محبته والإصغاء لكلامه، فإذا كان أنبياء الله يطالبون بالجد والحزم، فغيرهم من باب أولى، لأنهم يتوقع منهم التقصير والإهمال.

وكم من محب للدعوة، ممارس لها لكنه قد ينام كثيراً، أو يأكل كثيراً، أو يتوسع في التبسط، ويستغرق في المباحات.

فهذا بلا مبالغة قد خرج من (حدائق الحادين) ويحتاج أن يئوب إليها من جديد. قيل للإمام أحمد رحمه الله : (متى يجد العبد طعم الراحة ؟ فقال : عند أول قدم يضعها في الجنة) (طبقات الحنابلة 1/293).

لا ضير أن يتبسط الداعية، ويأكل اللذيذ، ويروح عن نفسه، ويتلطف مع الناس ولكن لا يعطي صورة سيئة عن أعراض الدعاه وخفاياهم، بل يصون وسام الدعوة، ويترفع عن بعض ما يتساهل فيه الأنام. كما قال الإمام الأوزعي رحمه الله: (لما صار يقتدي بنا لم يسعنا إلا التبسم).



--
  

           

                                           


__________________________________________
هل ترغب في  نشر إيميل عبر كوفينا  ماعليك سوى ارسال مشاركتك على العنوان التالي وسيتم مراجعتها ونشرها 
للاشتراك في مجموعة كوفينا إرسل إيميل فارغ الى العنوان التالي 
ارشيف الايميلات على مدونة كوفينا 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق