مرحبا بكم في مجموعة كوفينا البريدية

الجمعة، 19 أغسطس 2011

- ليونة الخطاب السلطوي- قواعد قرأنية



(20) ليونة الخطاب السلطوي:-


قال تعالى : عن موسى وهارون عليهما السلام لما بعثهما إلى فرعون :
(فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) (طه:44)
 
القول اللين هو القول اللطيف الحسن، وقيل هو لا إله إلا الله، وقيل المعنى : كنّياه وأن كنيته أبو مرة أو ابومصعب وقيل هو قوله (فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى) (النازعات:18-19) .والمهم أن الملوك والعظماء يُستمالون بمحاسن الكلام وأطايبه، ليشق نفوسهم الخير، فيعمونه في الناس، وقد قال عثمان رضى الله عنه (إن الله يزَع بالسلطان ما لايزع بالقرآن). وصلاح الحاكم، صلاح لرعيته، والناس على دين مملوكهم كما يقال.ولهذا من الخطأ بمكان، أن يواجه الحاكم بغليظ الكلام وشديده، بل يُدعي بالكلمة الطيبة، ويوعظ بالموعظة الحسنى، التي تخطف القلوب، وتستدر المشاعر، وتوقظ الإحساس بلا تجريح ولا تعنيف، كما صنع حكماء أهل العلم.والكلمة الطيبة هي السحر الحلال الذي يشق الوجدان، ويصنع مالا تصنع السنان.
وقد روي أن عالماً دخل على الخليفة هارون الرشيد فأغلظ له فقال له هارون: قد كان موسى بن عمران خيراً منك وفرعون شراً مني وقد قال الله له (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً) (طه:44).
والقول اللين يعني :
(1) تخير أحسن الألفاظ، ومناداته بأطيب الألفاظ والكنى.
(2) التماس أنسب الأوقات.
(3) تحري المناسبات الحسنة ،وقرب النفوس وتباعدها.
(4) عدم الإطالة والإيغال في أغلب الأحايين.
وفي هذه القاعدة من الفوائد أنه يجب على الدعاه أن يفرقوا بين مخاطبة صناع القرار، وعوام الناس، وأن ينزلوا الناس منازلهم، وأن يلبسوا لكل حالة لبوسها، وتعلمنا أن الناس متفاوتون ، بل إن نفس صناع القرار منهم المتدين ومن دون ذلك، والمتعاطف وسواه، والكريم المضياف وغيره، والقديم التقليدي، والعصري المتجدد، وهذه سنة الله في خلقه، ولكل هؤلاء ما يناسبهم.
ومواجهة هؤلاء الحكام، تحتاج إلى العلم والتقوى والفقه، وحسن المخاطبة واللباقة.

--
  

             

                                           


__________________________________________
هل ترغب في  نشر إيميل عبر كوفينا  ماعليك سوى ارسال مشاركتك على العنوان التالي وسيتم مراجعتها ونشرها 
للاشتراك في مجموعة كوفينا إرسل إيميل فارغ الى العنوان التالي 
ارشيف الايميلات على مدونة كوفينا 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق